كيف تثق بأوضاعك واحدة من المفارقات الكبيرة في الحياة هو أننا كمتاجرين لا نثق بأنفسنا إلا قليلا.

كثير من المتاجرين يدخلون (وأنا منهم) صفقاتهم بمزيج مميت من إحساس مفرط بالغطرسة في قدراتهم وإحساس باهت بالثقة في أوضاعنا أثناء المتاجرة. وعندما يحين آوان المتاجرة لا يستطيع أي أحد أن ينتقدنا أو أن يعطلنا أفضل من أنفسنا. كل ما يلزم هو الإنسحاب مرة أو مرتتين متتاليتين لتنهار أوضاعنا فجأة التي عملنا عليها طوال أشهر.
المتاجرة المتهورة تستحوذ على تفكيرنا حيث أننا “نحاول استعادة ما فاتنا من السوق” وينهار الحساب سريعا إلى تدني كبير. الشيء الأكثر إثارة للغضب بالمتاجرة هو أنك إذا كنت تقوم بكل شيء بشكل سليم فإنك سوف تكون مخطئا في نهاية المطاف. لا يبدو في أي مهنة أخرى (باستثناء الأرصاد الجوية) أن هذا المعدل العالي للفشل مقبولا.
فلنأخذ طب الأسنان على سبيل المثال. ما ان تعرف كيف تحشو تجويفا, حتى يمكنك تكرار هذه العملية مئات المرات, بل آلاف المرات بدون أي خطأ واحد. أثناء المتاجرة, وخاصة في الأيام سريعة الوتيرة سوف ترتكب خطأ مرة أو مرتين يوميا.
إذا, كيف نتعلم أن نثق بأوضاعنا؟ الممارسة, ثم الممارسة، ثم الممارسة. فالمتاجرة عبارة عن رياضة تصادم, ويمكن إحترافها فقط من خلال التكرار المستمر. أحد الأخطاء الكبرى التي يرتكبها كثير من المتاجرين هو التعلم بحساب تجريبي. الحسابات التجريبية من وجهة نظري عديمة الفائدة. فهي تخلق انطباعا خاطئا بالتحكم وإحساس بالأهمية خاصة إذا كنت تتاجر بملايين الدولارات التجريبية. الحسابات التجريبية جيدة لشيء واحد فقط – التعرف على منصة التداول. وهي خطوة ما ان تفعلها حتى يجب عليك أن تتاجر بأموال حقيقية. لماذا؟ لأنه لا يمكن محاكاة الضغط النفسي للمتاجرة الفعلية ما لم تجرب اللعبة.
أكبر فائدة للعديد من منصات التداول الخاصة لقطاع التجزئة بالفوركس هي أنه يمكنك تعديل حجم المتاجرة إلى 10 سنت للنقطة حيث يمكنك المتاجرة بأموال حقيقية ولكن بدون أن تدفع كثيرا مقابل تعلمك. كلما تاجرت أكثر بأوضاعك, كلما زادت معرفتك بتعقيداتها في ظل طروف السوق الفعلية. وكلما صرت أكثر صبرا. وكلما ازددت ثقة بأوضاعك ومن ثم الثقة بنفسك.

ثق بنفسك وتصرف بمنطقك دون تردد






0 التعليقات:
إرسال تعليق